
شهد الوسط الثقافي والأدبي خلال الأيام الماضية إشادة متبادلة بين نخبة من المفكرين والشعراء والباحثين، تعكس روح الوفاء والتقدير التي ما تزال حاضرة في الأسرة العلمية الموريتانية.
بدأت القصة حين أشاد الدكتور الشيخ سيدي عبد الله بمؤلفات الدكتور الشاعر أدي ولد آدب، التي بلغت أربعةً وعشرين عملاً بين النقد والرأي والشعر والدراسة.
وفي معرض التفاعل، جاء الرد بالقول:
"بارك الله في شاعرنا وأستاذنا الكبير، المؤلف أدي آدب، وجزى الله خيرًا الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله على التعريف بهذا الجهد الجليل، الذي لا يقدّره حق قدره إلا من خاض تجربة التأليف، وسهر الليالي والأيام منفردًا بين الكتب والمكتبات."
وقد أتيح لي شرف إنجاز خمسة أعمال فكرية، نُشر منها حتى الآن اثنان:
1. معرفة الله: دلائل الحقائق القرآنية والكونية، الفائز بجائزة شنقيط في نسختها الثانية (2003).
2. دين الفطرة: استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة إنسانية، الذي غدا اليوم مرجعًا في عدد من الجامعات والمعاهد العربية والأجنبية.
وعلى صعيد الاهتمام الدولي، وافقت مؤسسة باكستانية متخصصة (ADAMKADA للنشر والترجمة) على ترجمة هذا العمل إلى اللغتين الأردية والإنجليزية، بعد مراجعة محتواه والإشادة به، غير أن التنفيذ ما يزال معلقًا بانتظار تغطية تكاليف الترجمة من طرف الدولة الموريتانية أو أي جهة أخرى.
إن هذه المؤلفات لا تمثل جهدًا فرديًا فحسب، بل تشكل رصيدًا وطنيًا ينبغي احتضانه ودعمه، لأنها تسهم في ترسيخ صورة موريتانيا الثقافية والعلمية في الخارج. فالمؤلف يبدع، والدولة بدعمها تحفظ الحقوق المادية والمعنوية، وتضمن أن يبقى العائد العلمي والسمعة الثقافية للوطن قبل كل شيء.
دعوة للجهات الرسمية
من هذا المنطلق، نتطلع إلى أن تبادر الجهات المختصة في الدولة إلى معاينة مثل هذه الحالات وتسويتها بما يليق بمكانة موريتانيا الفكرية والثقافية، وبما يعزز حضورها في الساحة العلمية الدولية.
ردود التشجيع؛
الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله:
"حفظك الله صديقي، لا شك أن جهودك العلمية بارزة ومشرفة وتستحق علينا وعلى الحقل الثقافي التكريم والتقدير. كما أن عضك بالنواجذ على الخطاب المعرفي من خلال مقالاتك وما تتحفنا به في موقعك الإلكتروني، مساهمات عز نظيرها في زمننا الاستهلاكي هذا. وفقك الله وزادك بسطة في الصحة والعطاء."
الدكتور أدي ولد آدب:
"أخي العزيز الباحث المثابر، كل ما نملكه هو التصميم على الإنجاز مهما انتصبت العوائق وغابت الحوافز. فلا خيار للبقاء قيد الحياة/البحث/الخلود إلا هذا التحدي الصعب. وأكثر المنشطات الروحية الفعالة التي نجيز استخدامها في هذا المضمار هي تشجيع الذات، وإسماعها من الشكر والتقدير ما يضن به الآخرون. فكل منجزي الفردي هو لي بقدر ما هو لموريتانيا، مهما ضنت وجارت."
الدكتور والباحث أسلمو السبتي:
"أشكركم على فتح آفاق الثقافة والفكر للمثقفين، كما أشكركم على تقديمكم لمقالي عن الضائع من مكتبات شنقيط، المنشور في موقعكم حين انعقاد دورة مدائن التراث في مدينة شنقيط. فشكرا جزيلا."
تؤكد هذه التفاعلات، بما حملته من روح اعتراف وتشجيع، أن النخبة الفكرية والأدبية في موريتانيا ما تزال متمسكة برسالتها الأصيلة، ساعيةً إلى تعزيز حضور البلد في المحافل الثقافية والعلمية، مهما كانت التحديات.
