(1).png)
.gif)
ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻓﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺃﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺃﻋﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ , ﻓﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻓﻰ ﻫذا ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻳﻨﺒئ ﻋﻦ ﺧﻠﻞ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﺑﺘﻌﺎﺩ ﻭﺍﺿﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﺎﻫﻢ .
ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻫﻲ ﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﺳﺘﻨﺘﺞ ﺣﺘﻤﺎ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﻣﻨﺤﺮﻓﺔ . و ﻓي الإسلام ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺫا ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻠﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﻇﻠﻪ .ﻭﻓﻰ ﻣﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﻣﻦ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺕ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻟﻬﺎﺫ ﺍﻟﺨﻠﻞ ﻓﻰ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫذا ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ .
ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻣﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ هذا ﺍﻹﻧﺤﺮﺍﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ. ﻭﺳﺄﺣﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺎﺫﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺮﺽ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﻦ ﺳﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻪ ﺑﻮﺍﻗﻌﻨﺎ ﻭﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻔﺮﻭﻕ ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ ﻓﻰ ﺳﻴﺮﺓ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﺎ ﻳﻠﻰ : ﻟﻤﺎ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﻗﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﺇﻥ ﺗﻘﻮﻣﻮﺍ ﻧﻘﻢ , ﻭﺇﻥ ﺗﻘﻌﺪﻭﺍ ﻧﻘﻌﺪ , ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ , ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺮﺽ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﻭﺳﻦ ﺳﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺑﻬﺎ ﻟﺤﻖ ﻭﻣﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﺤﻖ , ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﺤﺒﻨﺎ ﻓﻠﻴﺼﺤﺒﻨﺎ ﺑﺨﻤﺲ : ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻻ ﺗﺼﻠﻨﺎ ﺣﺎﺟﺘﻪ , ﻭﻳﺪﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻬﺘﺪﻱ ﺇﻟﻴﻪ , ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﻮﻧﺎ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ , ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺐ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﺣﺪﺍ , ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺣﺮﺝ ﻣﻦ ﺻﺤﺒﺘﻨﺎ ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ . ﻣﻦ ﺧﻼﻝ هذا ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺗﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﺨﺼﺎﻝ ﺍﻟﺨﻤﺲ ﺍﻟﺘﻰ ﺫﻛﺮ ﻋﻤﺮ : ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻻ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﻳﺪﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻﻧﻬﺘﺪﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻋﻮﻧﺎ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻳﺆﺩﻯ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻﻳﻐﺘﺐ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﺣﺪﺍ ﺗﻠﺨﺺ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﻝ ﺃﻫﻢ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﻋﻤﺮ ﻛﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﺎﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ :
- ﺍﻟﻬﺎﺟﺲ ﺍﻷﻭﻝ: ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻋﻤﺮ ﺑﺄﻥ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﻻ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺣﺎﺟﺘﻪ
- ﺍﻟﻬﺎﺟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ: ﺑﺤﺚ ﻋﻤﺮ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ
- ﻭﺍﻟﻬﺎﺟﺲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻹﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺐ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﺣﺪﺍ . ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﻝ تنبئنا ﻋﻦ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻔﺠﻮﺓ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻮﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﺎئن ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻨﺪ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻫﻲ ﻓﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻌﻨﻰ ﻓﻰ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺣﺠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻊ ﺃﻧﺎ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺿﺮﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺪ ﺗﻘﺘﻀﻰ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺍﺗﺨﺎﺫﻫﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﻧﻌﻨﻴﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻮﻗﻴﺔ ﻗﻬﺮﻭﺗﺴﻠﻂ ﻭﺗﻤﻠﻚ ﻭﺃﻥ ﺃﻱ ﻓﺮﺩ ﻟﻦ ﻳﻨﺎﻝ ﺣﻘﻪ ﻭﺣﺎﺟﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺬﻝ ﺃﻗﺼﻰ ﻭﺃﻏﻠﻰ ﻣﺎﻋﻨﺪﻩ ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻭﺟﺪ ﻫذا ﺍﻟﺠﻖ ﻣﻨٍﺎ ﻭﺗﻔﻀﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﺑﺘﺬﻟﻞ ﻭﺗﺤﻔﻆ ﻭﺇﻻ ﻓﺴﻴﺆﺧﺬ ﻣﻨﻪ ,,, ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻗﺎﺑﻊ ﻓﻰ ﺃﻋﻤﺎﻗﻨﺎ ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻫذا ﺍﻟﺨﻠﻞ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺄﺗﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻳﺄﺗﻰ ﻋﻦ ﺳﺎﺑﻖ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﺫ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ... ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﺫﺍ ﻫﻲ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﻋﻤﺮ .. ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ; ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻺﺣﺘﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺩﻭﻥ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻷﻥ ﺍﻹﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ... ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﻓﻰ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﻳﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻤﺮ ﻭﻭﺿﻮﺡ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﻭﺍﻹﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﻟﻬﺎﺫﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻓﻰ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ ... ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺄﺑﻬﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺇﻗﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﺚ ﺿﺒﻂ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ : ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻥ ﺗﻘﻮﻣﻮا ﻧﻘﻢ ﻭﺇﻥ ﺗﻘﻌﺪﻭﺍ ﻧﻘﻌﺪ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ , ﻭﻓﻰ ﺯﻣﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻳﻌﺰﻫﺫا ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﻀﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﺸﺮﻉ ﻋﻨﺪ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻌﻤﺮﻫﻨﺎ ﺑﺪﻝ ﺇﻥ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺮﺗﻔﻊ ﻓﻰ ﺑﺮﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﺟﻰ , ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﻬﺎﺩﻯ ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ... ﻣﺎ ﺃﺣﻮﺟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺳﺔ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﻓﻮﻗﻴﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻲ ﻓﻮﻗﻴﺔ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻓﻮﻗﻴﺔ ﺗﻌﺎﻝ ﻭﺗﻜﺒﺮ ﻭﺃﻥ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﺮﺻﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮﺍﺧﺘﺒﺎﺭﻭﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺴﻴﺮ ﻭﺩﻗﻴﻖ ﻭﺃﻥ ﺍﻹﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻓﻤﻦ ﺿﺒﻂ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺣﺮﻱ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻀﺒﻄﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ .
الأستاذ :الشيخ ودلد محمد محمود
