مساحة إعلانية

سعر الحديد تركيز: 62%

 

106,77 $    

مساحة إعلانية

Résultat de recherche d'images pour "‫مساحة اعلانية‬‎"

تابعونا على الفيس

فيديو

نبذة مختصرة عن العلامه سيدي محمد ولد اعل بوها

اثنين, 16/04/2018 - 10:02

◼اسمه ونسبه :

هو العلامه سيدي محمد بن محمد الحسن بن المخطار الشيخ بن اعل بن شغال بن محمد بن أحمد ينتهي نسبه إلى غراب بن عنتر ابن ناصر وأما "بوها" فكناية والاسم اعل . ولقبه : دتَّ بتشديد التاء أو سيدت كما يجري على بعض الألسنة

◼مولده ونشأته :

ولد الشيخ العلامه سنة 1928م في بليدة أكجرت بولاية الحوض الغربي لعيون، حيث نشأ يتيم الأم فرباه والده محمد الحسن في بيت جدته من الأم فاطم منت أحمل رّسول "هامّ" عند أخواله سيدي محمد ولد مخطار ولد اعمر الذين أولوه عنايتهم ورعايتهم فعاش بينهم منعّما مدللا وقد تفرغت جدته للعناية به وبلغ من دلالها ودلال أخواله له أن يخرج أهل الخيمة منها وقت نومه وراحته عقب فراغه من طلب العلم وتحصيله لئلا يوقظه أحد . ويظهر لنا أثر البيئة الطيبة والأم الصالحة الحريصة التي تسعى على تسيير سبل العلم والراحة لأبنائها، وقد ذكرني بأم سفيان الثوري التي كانت تقول له ( اطلب العلم يا بني وأنا أكفيك بمغزلي) ، فحفظ القرءان وهو ابن سبع سنين فأعطى والده لشيخه الذي حفظ عليه القرءان 60 شاة تكريما له على ذلك .

◼ شيوخه : قرأ الشيخ العلامه على عدة شيوخ مبرّزين في عصره من بينهم العلامه حماه الله ولد سيد ببكر والشيخ حمّ ولد احملعلي والشيخ محمد الوداد والشيخ موس من قبيلة آسوانك بمدينة نعمة الله بمالِ وكان من معاصريه الولي الصالح محمدو ولد الشيخ ولد بوه ولد الشيخ ولد عثمان التنواجوي الذي كان يحبه حبا خاصا . فقد أخذ العلامه سيدي محمد ولد اعل بوها على مشايخه كل الفنون وشتى الصنوف: مختصر خليل في المذهب المالكي والنحو والصرف والأصول والبلاغة وبعض التفسير والحديث . وكان ممن أسهم في علو همته كثيرا، شيوخه الذين كانوا يتعاهدونه بالنصح والتوجيه، ويذكرونه بما أفاء الله عليه من ذكاء حاد، وذاكرة قوية، فيقول محدثا عن نفسه، إن الله قد نفعني بشيخ لي كان يقول لي: يا فلان أعلم أن الله الفقهاء يقولون: و الضروري في علوم الشرع أنه إذا كان هناك شخص ذكي ذكاء خارقا تبقى فروض الكفاية فرض عين عليه، فاتق الله واعلم أن فروض الكفاية فرض عين عليك . ◼تلامذه : لقد قرأ على العلامة الشيخ سيدي محمد ولد اعل بوها وتخرج على يديه أجيال كثيرة بينهم اليوم شيوخ محاظر وأساتذة جامعيين وقضاة مدنيين وغيرهم. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر القاضي المفتي العام في دولة الإمارات المتحده اعمر ولد اعمر جوده وشيخ محظرة الفرقان بتفرغ زينه محمد السملالي نسبة إلى اسماليل والدكتور سيداتي ولد مولود الأستاذ الجامعي في جامعة لعيون والدكتور الفقيه حمود ولد اعمر جوده ونجله الدكتور محمدو ولد اعل بوها الأستاذ الجامعي في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية وشيخ محظرته الواقعة في قرية عرفات وغيرهم كثير من داخل الوطن وخارجه .

◼آثاره ومواقفه :

لقد كان العلامة سيدي محمد ولد اعل بوها الملقب : دتّ" وسطيا معتدلا، حافظا جامعا، صالحا زاهدا، أديبا وشاعرا، متواضعا يحب أهل العلم ويحث عليه وكثيرا ما يستشهد بأبيات الشاطبي حين يأتيه الأب يحمل ابنه للتعلم فيقول :

هَنِيئاً مَرِيئاً وَالِدَاكَ عَلَيْهِما***مَلاَبِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلا

فَما ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ ***أُولئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلاَ

أُولُو الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى***حُلاَهُمُ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ مُفَصَّلاَ

فقد عاش رحمه الله أكثر من تسعين عاما كانت خدمة للعلم والتدريس، وكان يجلس مع طلابه في المسجد بعد صلاة الفجر إلى أن ترتفع الشمس قيد رمح فيصلي الضحى في المسجد ثم ينتقل بهم إلى ظل خيمة الدرس والكتب، فيجلس في ظل أول النهار فإذا تقلص عنه الفيء انتقل معه إلى مكان آخر و هكذا إلى أن تتوارى في الحجاب، لا يشغله عن التعليم إلا أداء الصلوات في أوقاتها أما الليل فغالبا ما يجلس في فناء الخيمة مع طلابه إلى أن يذهب الثلث الأول فينام الثلث الثاني ويستيقظ ثلث الليل الأخير فيصلي صلاة الشفع والوتر أو ما شاء الله منها ثم يضطجع يقرأ القرآن إلى الفجر ولا أظن أن أحدا استيقظ آخر الليل إلا وسمع قراءته للقرآن، علما أنه لا ينام النهار إلا قليلا أو لا ينام بسبب طلاب العلم وإلحاحهم عليه فإذا وفد عليه غيرهم جلس وتحامل على نفسه حتى يصدر طلاب العلم هكذا هو في يومه وليلته لا يفعل شيئا إلا تدريس العلم ولا يخطو خطوة إلا في سبيل العلم أو ما يقتات به طلابه فيأخذ من أبنائه ليعطيهم، همه الأول الأخير هو التلاميذ والعلم والتدريس، قيل له يوما: لم لا تتحرك فإن الجلوس يضر بصحتك فرد قائلا: إن رياضتي في تدريس العلم، ما سمعه أحد يذكر أحدا معينا بسوء ولا فريقا من فرق الإسلام بشيء وإذا عرَّض أحد في مجلسه بعالم من العلماء يخالفه الرأي أو اتهمه في دينه أعرض عن الحديث وسكت عن الكلام ومن عجيب أمره أنه يكون مع جلسائه مثل الشاهد الغائب فهو معهم إذا كان الكلام في أمور الآخرة وأما إذا كان الحديث عن الدنيا فإنه يرحل من بين أيديهم ويشتغل بذكر الله تعالى أو قراءة القرآن كأنه دائما يعمل بقول الله تعالى "قُلِ اللَّه ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُون،" كان رحمه الله قرءانا يمشي، حياته كلها لله فأكله وشربه لله ونومه ويقظته لله وحزنه وفرحه لله, ولذلك فقد نشر الله له القبول بين الناس فليس له حساد من العلماء ولا أعداء بين الجهال وطلابه يعرفون بالسمت الحسن وتلوح عليهم دلائل الصلاح. وكانت وفاته يوم الجمعة سنة 2012م في يوم عم فيه الحزن على أرجاء الوطن، حيث كُورت شمس الحياة، واغبرّ آفاق السماء وأمطرت على أرض الكون بدموع الفراق والحزن والألم... وانهمرت العيون بمياهها المتمردة على سلطان الصبر حتى جفّت، بل كادت أن تسقط حزنا وهولا من عظمة المصاب . فقد كان ترجل الفقيد العلامة بحق مصابا جللا وأسال رحيله كثيرا من الرثاء شعرا ونثرا، ومن أمثلة ذلك مرثية القاضي الداه ولد سيد اعمر طالب التي يقول فيها :

دع الأجفان سافحة دموعا     أيبقي الدمع من هجر الهجوعا

فكيف لها العيون تصون دمعا ؟    وقد ملئت محاجرها دموعا ؟

وكيف لها البلاد تكن حزنا ؟     وقد ذهب الكرام فلا رجوعا

فيا "دت" المبجلُ في البرايا    ومن قد حل منزلها الرفيعا

فكم في القانتين تُرى قنوتا      وكم في الخاشعين تُرى خشوعا

أيا من للعلوم غدا ملاذا:      و حصنا لايرام لها منيعا

وللطلاب كان هدي منيرا     وكهفا شامخا وندى هموعا

وشيخا راشدا وأبا حفيا    وغيثا يمرحون به مريعا

لقد نلت المكارم نيل عِز      فما كنت الشحيح ولا الهلوعا

لَكَ القرءان كان ربيع قلب      كما كنت القلوب لها ربيعا

أيا من بالكتاب أنار أرضا      فصار الجو منبلجا بديعا

جعلتَ القبرَ ظلمته ضياء      بذكر قد صدعت به الضلوعا

فضاجعك القرءان به أنيسا      كما كان المُؤَنّس والضجيعا

ونلت بجاهه خلدا وعدنا      تبوأ من ظلالها ربوعا

صلاة لا يفارقها سلام       على من عم نائله الجميعا